لماذا التدخل المبكر ؟
بعد 17 عاماً من البحث عن كيفية
اكتساب الإنسان لقدراته ، أصبحت مقتنعاً تماماً بأن علينا ايلاء السنوات الأولى من
العمر جل اهتمامنا . فالدراسات التي أجريتها شخصياً والتي أجراها آخرون عديدون بينت
أن السنتين الأولى والثانية أهم بكثير مما كنا نعتقد في الماضي . فبالأنشطة الحياتية
اليومية البسيطة التي يقومون بها ، يشكل الأطفال اليافعون الأسس لكل نموهم المستقبلي
( White , 1975 ).
لقد بينت البحوث العلمية أن التدخل
المبكر يساعد الأطفال ، فهو يخفف تأثيرات حالة الإعاقة وهو يحقق ذلك أسرع من التدخل
المتأخر . ( Hayden , 1997 ) .
إن النمو المبكر يزود الأطفال
بأس متين للتعلم في المدرسة الابتدائية وللعطاء الاجتماعي البناء في المراحل العمرية
اللاحقة . ( Evans & Myers ,
1994 )
إن برامج الطفولة المبكرة التي
تقوم على فهم مباديء النمو الإنساني ضمانة للنمو المستقبلي للمجتمع بأسره . ( Hohmann , 1991 ) .
إن الجدوى الاقتصادية لبرامج
التدخل المبكر أفضل بكثير من التدخل المتأخر . ( Hayden , 1997)
لعل أهم انجازات ميدان الطفولة
في العقد الماضي هو الإيضاح المتكرر لإمكانية دمج الأطفال المعوقين مع الأطفال العاديين
بنجاح . فالقضية المطروحة في الوقت الراهن ليست قضية امكانية أو جدوى برامج الدمج في
مرحلة ما قبل المدرسة بل كيفية تصميم هذه البرامج لتحقيق الفائدة القصوى . ( Guralnik , 1990 ) .
مبررات التدخل المبكر
يوجد العديد من المبررات التي تدعو إلى ضرورة تقديم
برامج التدخل المبكر لمساعدة الأطفال المعاقين أو في خطر على النمو . وهذه المبررات
ليست نابعة من مصادر عاطفية تجاه هؤلاء الأطفال ، ولكنها تعتمد على نظريات النمو الإنساني
التي تحدد العوامل التي تيسر أو تعوق نمو الأطفال ، وعلى البحوث الميدانية في مجالات
مختلفة ، . ونظراً لتعدد هذه المبررات فسيتم استعراض أهمها (Hanson & Lynch , 1995 ,
& Peterson , 1987) .
1- تعتبر فترة النمو الأولى
(الخمس سنوات الأولى) من عمر الطفل فترة حرجة ففيها يتشكل نموه وسلوكياته وبالتالي
يسهل تطويعه وتدريبه وهى تمثل قاعدة رئيسة لجميع مهارات النمو اللاحقة.
2- الفرد نتاج تفاعل بين البيئة
والوراثة، فالمؤثرات التعليمية والخبرات التي نقدمها للطفل تساعد في نمو قدراته المختلفة.
3- في معظم البيئات لا تتوافر
برامج التدخل المبكر وبالتالي فإن الإعاقات وحالات الأطفال المعرضين للخطر يؤثر سلبا
على تعلم الطفل وتنمية قدراته.
4- حاجة الأسرة إلى مساعدة خارجية
مبكرة ومتخصصة لتكوين أنماط بناءة ومنظمة من العلاقة الأسرية مع الطفل كي يمكنهم تقديم
المساعدة والرعاية والتدريب،.
5- يقلل التدخل المبكر من الآثار
السلبية سواء على الجانب النفس أو الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي على عكس ما إذا تم
تقدم الخدمات متأخراً.
6- التدخل المبكر يحسن المهارات
لدى الطفل ذو الإعاقة وهذا واضح من خلال المقارنات بينهم وبين أقرانهم العاديين وبينهم
وبين أقرانهم الذين لم يتعرضوا لبرامج التدخل المبكر.
7- الواقع أن الإنسان كل متكامل
فإذا أهمل العلاج في جانب تأثرت بقية الجوانب، وبالتالي يلزم التدخل المبكر.
8- حتى يكون لأسر الأطفال المعوقين
قواعد ثابتة عن كيفية تنشئة أطفالهم حتى يتجنبوا الوقوع في مشاكل مستقبلية .
9- يتبع الأطفال المتأخرين في
النمو نفس مسار النمو الطبيعي مع انه في العادة لا يكون على مستوى الأداء الوظيفي
.
10- يعتبر التعليم في سن ما قبل
المدرسة اسهل واسرع من التعليم في أي مرحلة عمرية .
11- التأخر النمائي في السنوات
الخمس الأولى قد يكون من بين الأسباب الرئيسة لاحتمالات ظهور سلبيات تستمر مدى الحياة
.
12- تقع مسؤولية غرس المبادئ
والمهارات باختلاف أنواعها على عاتق الوالدين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق