بإرادتك فقط تجتاز الثريا , وبقوة اصرارك تبلغ العليا , فكن لتكون لك الدنيا , فما الإعاقة الا انطلاقة .

خدمات التدخل المبكر ( كوادر التدخل المبكر )




تعرف خدمات التدخل المبكر على انها خدمات تربوية وصحية واجتماعية تترك اثر على الأطفال وأسرهم في وقت الأزمات التي تحيط بميلاد أو اكتشاف طفل مختلف قليلا أو كثيرا وسواء تضمن الاختلاف الضعف الطبي أو حالة إعاقة معروفة أو الانتماء إلى مجموعة عرضة للخطر مثل الأطفال الخدج.
والتدخل المبكر وجد من أجل رعاية هذه الفئات المتنوعة من الأطفال الذين هم في السنوات الست الأولى من أعمارهم، وبرامج التدخل المبكر تقدم خدمات لا توفرها الحضانات ورياض الاطفال العادية  

طرق تقديم الخدمات :

يستخدم في التربية مصطلح طرق تقديم الخدمة Service delivery بمعنى الترتيبات الإدارية المستخدمة لتوصيل المساعدة التعليمية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة . كانت تعرف هذه الطرق في ضوء نوعية الإطار المكاني الذي تقدم فيه (فصل دمج ، فصل خاص ، غرفة مصادر ، مدرسة نهارية ، مدرسة إيواء ، داخل المنزل ) . دفع هذا التوجه الباحثين والمهنيين إلى تركيز الانتباه على قضية أين يجب إلحاق الطفل أكثر من الانتباه لقضية ماذا يجب أن يقدم للطفل من هذا المكان . ومن ثم فيجب على التربية الخاصة أن تقدم شيئا خاصا ، شيئا إضافياً وغير عادي أكثر مما يقدم في الفصل العادي .
اقترح دن
Dunn ( In: Peterson , 1987 ) أربعة أنماط للترتيبات يمكن للمهنيين استخدامها لمساعدة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة ، ويركز دن على مكونات برنامج التربية الخاصة ، ويصف الخدمات في ضوء ما يجب أن تتميز به التربية الخاصة ، وهذه الأنماط هي : (1) مهنيون مدربون تدريباً خاصاً للعمل مع الأطفال المعاقين أو في خطر . (2) محتوى خاص للمنهج يحل محل المنهج العادي أو يكمله. (3) طرق تدريس خاصة لتسهيل التعلم ومواجهة مشكلات التعلم .(4)مواد وتجهيزات خاصة توفر دعما ومساندة لعملية التعلم .
مشكلة الاتجاه الأول الذي يهتم بالمكان والاتجاه الثاني الذي يهتم بالمحتوى ، أنهما لا يركزان على أهمية الإجراءات الفعلية والعملية التي بواسطتهما تصل الخدمات . لذلك ظهر تحول من تعريف " تقديم الخدمة " حيث أصبح المصطلح يركز على العملية
Process . يؤكد هذا التعريف على الاستراتيجيات والأنشطة المستخدمة في تقديم الخدمات الخاصة ، ويشمل ذلك التخطيط لكل الخطوات أو العمليات التالية: من سيتلقى الخدمات ، متى تبدأ وكم من الوقت تستمر ، ما هي الخدمات المقدمة ، أي ستقدم ، من سيقوم بالخدمة ،


ما هي الجهات المسئولة (
Peterson , 1987)

.نظراً لأن الطرق الشائعة حالياً في تقديم الخدمات ما زالت تتبع الأسلوب التقليدي ، فسيتم تصنيف هذه الطرق وفقاً لنمط المكان الذي تقدم فيه الخدمات الخاصة . وتنقسم الطرق إلى مجموعتين ، الطرق التي تقدم خدماتها داخل منزل الطفل Home - based والطرق التي تقدم من خلال مركز Center - based ، مع ملاحظة أن بعض المراكز تستخدم النوعين في وقت واحد ( Bryant & Graham , 1993) .
1] طرق تقديم الخدمات داخل المنزل :
في هذا النوع من طرق تقديم الخدمة يتم توصيل الخدمات للأطفال ذوي الاحتياجات وأسرهم داخل المنزل ، وهو الهيئة الطبيعية التي ينمو خلالها أي طفل، ويقض فيها أغلب ساعاته اليومية . وأهم الطرق المستخدمة:
أ - تدعيم الأسرة : تدعيم الأسرة مكون مهم في كل طرق تقديم الخدمة ، حيث أن الآباء هم الأشخاص الأكثر في حياة الطفل ، ومشاركتهم في برنامج التدخل المبكر أساسية لتحقيق أفضل نتائج . وأنواع الدعم الرئيسية التي تقدم للأسرة هي : معلومات عن نمو الطفل وفرص التعلم ، الرعاية الروتينية والطارئة للطفل ، رعاية طبية للطفل وتوفير التجهيزات والمواد الطبية ، تدريب الوالدين على الأساليب الصحية لتربية الطفل ، دعم إقتصادي ، معلومات وتسهيلات تتعلق بمصادر الترفيه ، وسائل الانتقال ، ضروريات الحياة من مأكل وملبس .
ب - برامج زيارة الأسرة : تقدم برامج زيارة الأسرة لأسر الأطفال المتأخرين نمائيا ، أو المعاقين جسديا ، أو في خطر بيئي . وأهم سببين للزيارة تقديم دعم للوالدين وتعليمهما مهارات الوالدية ، وتقليل مستوى الضغوط التي تعيشها الأسرة . تستخدم معظم البرامج أساليب مثل النمذجة للتفاعل الإيجابي بين الطفل والكبار ، تدريس أنشطة التعلم المناسبة لاحتياجات الطفل (
Roberts & Wasik , 1990 ) . يلاحظ تناقض نتائج البحوث حول فعالية برامج زيارة الأسرة ، لذلك يجب أن تكون مجرد أحد مكونات اتجاه متعدد الأوجه ( Bryant & Graham , 1993 ) . خاصة أن معدل تكرار الزيارات لا يتفق حوله الباحثون . فقد تبين مثلاً أن الزيارات المنزلية غير المتكررة لأسر الأطفال شديدي الإعاقة كانت على المدى المتوسط أكثر نجاحــاً من الزيارات المتكــررة ، ولكنهـا على المدى البعيد أقل نجاحاً ( Sandows , 1990 ) .
2] طرق تقديم الخدمات داخل المركز :
تعتمد طرق تقديم الخدمات الخاصة داخل مركز على إحضار الأسرة للطفل في برنامج تدخل مبكر في أحد المراكز حيث تقدم الخدمات المطلوبة بواسطة مهنيين. يتم التدخل على أساس فردي أو جماعة صغيرة العدد ، وتميل معظم المناهج إلى استخدام النماذج النمائية والعلاجية . ومن أهم أنواع هذه الطرق :
أ - مراكز الأم - الطفل : في هذه المراكز تقضي الأم 6-20 ساعة أسبوعياً ، حيث تحضر اجتماعات الأمهات وفصول تنمية الطفل ، وورش عمل حول المصادر الموجودة بالمجتمع المحلي ، كما تقوم بالتفاعل مع طفلها . يتوافر عادة في المراكز فريق من تخصصات مهنية مختلفة للتعامل مع الاحتياجات المتنوعة للطفل والأسرة .
ب - مراكز رعاية نمو الطفل : الشكل المثالي لرعاية نمو الطفل هو الرعاية التربوية بواسطة عاملين مدربين ، وتكون الفصول صغيرة العدد تتميز بيئة مناسبة نمائياً للأطفال . يستفيد من هذا النوع الأطفال ذوي الإعاقة البسيطة أو المتوسطة .
جـ- مراكز الدمج العكسي : وهي مراكز معدة أساساً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، ويلتحق بها الأطفال العاديون ، على أن تكون نسبتهم في المركز هي الأقل . يتعامل المركز مع الاحتياجات النمائية المتوسطة والشديدة ، كما يقدم دعماً كبيراً للأسرة فيما يتعلق باحتياجات الطفل.
د - رياض الأطفال : وهي خاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في عمر 3-5 سنوات . وهي إما رياض أطفال خاصة للمعاقين فقط ، وعادة تضم مختلف أنواع الإعاقة بدرجاتها المختلفة . وتلتزم بالنظام المدرسي العادي ( ست ساعات لليوم الدراسي ) . يتم جدولة الحصص على أساس مجالات النمو ، مع وجود أنشطة نوعية تصمم لمقابلة احتياجات الأطفال . لا تشارك الأسر بدرجة كافية ، كما لا يوجد دعم مناسب لها . الشكل الثاني هو رياض الأطفال المتكاملة التي تضم أطفالاً عاديين وذوي احتياجات خاصة . في هذه الرياض يكون المهنيون وشبه المهنيون متخصصون في الطفولة المبكرة ، مع وجود أخصائي تربية خاصة . المنهج الدراسي يتركز حول تعلم المفاهيم أو حول موضوع ونشاط ، مع التأكيد على الممارسات التربوية الملائمة نمائياً للطفل .


أفضل الممارسات المطبقة حالياً في التدخل المبكر :

1] التدخل المتمركز حول الأسرة وليس الطفل ذو الاحتياجات الخاصة .
2] الاعتماد على الاتجاه البيئي / الوظيفي في تحديد محتويات المنهج من خلال تحليل خصائص بيئات الطفل ، وفي التدريس من خلال الابتعاد عن الطرق الجامدة والمنظمة بدرجة عالية .
3] التكامل ، أي تقديم الخدمات في البيئات الطبيعية للطفل .
4] تدريس الحالة العامة ، أي تدريس الطفل تعميم المهارة أثناء اكتسابها .
5] الاعتماد على نموذج الفريق عبر التخصصات
Transdisciplinary team .
6] التخطيط لعمليات الانتقال والتحول
Transition planning خاصة الانتقال من خدمات المستشفى إلى خدمات المنزل أو مركز رعاية الطفل ، ومن مركز رعاية الطفل إلى الأسرة إلى خدمات ما قبل المدرسة ، ومن خدمات ما قبل المدرسة إلى المدرسة .
(
Hanson & Lynch, 1995 ; Noonan & McCormick , 1993 ) .

إعداد كوادر التدخل المبكر:


* من الخصائص المميزة لميدان التربية الخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة مشاركة عدة اختصاصيين في تقديم الخدمات للأطفال وأسرهم.

* إن إعداد كوادر التدخل لا يقتصر على المعلمين فحسب وإن كان معلمو التربية الخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة يشكلون العنصر الأكثر أهمية الذي تحدد في ضوئه فاعلية البرامج والخدمات المقدمة.

* ويمثل إعداد الكوادر المؤهلة لتقديم الخدمات الشاملة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة تحدياً خاصة بالنسبة لبرامج التدريب قبل الخدمة. فكلما كان الطفل أصغر سناً كانت مظاهر النمو لديه أكثر تداخلاً وترابطاً وكانت أكبر تأثراً وأكثر اعتماداً على النظام الأسري.

* وتشير الدراسات إلى وجود نقص كبير في الكوادر المؤهلة للعمل مع الأطفال المعوقين الصغار السن وأسرهم حتى في الدول المتقدمة التي حققت فيها التربية الخاصة انجازات كبيره في العقود الماضية ولا يتوقع أن يتم التغلب على هذا النقص إلا بمبادرة حقيقية وفاعلة لتطوير برامج التدريب قبل الخدمة وبرامج التدريب أثناء الخدمه في مجال التدخل المبكر ، وبالرغم من أن البحوث العلمية لا تقدم معلومات دقيقة في هذا الشأن إلا أن الأدوار الرئيسية عموماً تتمثل في:

1. فهم مظاهر النو الطبيعي في مرحلة الطفولة المبكرة سواء من النواحي العقلية أو اللغوية (الاستقبالية والتعبيرية) أو الحركية (المهارات الكبيرة والمهارات الدقيقة) أو الانفعالية ـ الاجتماعية والشخصية.
2. القدرة على تطبيق أدوات التقويم الرسمية وتفسير نتائجها.
3. القدرة على العمل ضمن فريق متعدد التخصصات.
4. القدرة على تفهم وتلبية الفروق الفردية بين الأطفال.
5. القدرة على إرشاد الأسر وتدريبها.
6. القدرة على تصميم وتنفيذ الأنشطة التعليمية الفردية والجماعية للأطفال الصغار في السن.
7. القدرة على تقويم حاجات الأطفال وأسرهم باستخدام الأساليب غير الرسمية مثل الملاحظة والمقابلة وقوائم التقدير.
8. القدرة على تنجيد وتدريب مساعدي المعلمين والمتطوعين والمتدربين وغيرهم لدعم برامج التدخل المبكر.
9. القدرة على صوغ أهداف طويلة المدى وأهداف قصيرة المدى في مجالات النمو والتعليم قبل المدرسي المختلفة.
10. القدرة على تنظيم البيئة التعليمية للأطفال على نحو يشجعهم على التواصل والاستكشاف.


 الكفايات اللازمة للعاملين في ميدان التدخل المبكر


1. معرفة مراحل النمو الطبيعي وغير الطبيعي في الطفولة.
2. القدرة على معرفة أعراض الاعاقات المختلفة.
3. القدرة على ملاحظة وتسجيله سلوك الأطفال.
4. القدرة على توظيف الأساليب غير الرسمية في تشخيص مشكلات النمو.
5. القدرة على تحديد أهداف طويلة المدى وأهداف قصيرة المدى ملائمة المستوى نمو الطفل ومتوافقة مع نمط التعلم ومواطن القوة لديه.
6. القدرة على تفسير التلميحات الصادرة عن الأطفال واستخدام هذه المعلومات لتنظيم بيئة تلبي حاجاتهم الفردية وتشجعهم على التفاعل والاستكشاف إلى أقصى حد ممكن.
7. القدرة على بناء علاقة قائمة على الثقة مع الاطفال من خلال التواصل الفعال.
8. القدرة على استخدام الاساليب التي تشجيع التفاعلات الايجابية بين الاطفال ذوي القدرات المتباينة والخلفيات الثقافيه واحترامها.
9. القدرة على تفهم الفروق الثقافية واحترامها.
10. فهم الفلسفة الكامنة وراء المنهاج المستخدم.
11. القدرة على الاستماع النشط والايجابي وتطوير برنامج عملي لمشاركة الأسرة.
12. القدرة على تجنيد وتدريب الفنيين والعمل معهم.
13. القدرة على العمل بفاعلية كعضو في الفريق متعدد التخصصات.
14. القدرة على إدراك مواطن الضعف الشخصية وطلب المساعدة تقتضي الحاجة ذلك.



 العمل الفريقي في برامج التدخل المبكر

إن نجاح التدخل المبكر يعتمد على الخدمات التي يقدمها اختصاصيون عديدون، نقدم فيما يلي وصفاً موجزاً لأكثرهم أهمية :


1- اختصاصي النسائية والتوليد :

لكشف المبكر عن المشكلات أو الوقاية منها من خلال دراسة السيرة المرضية للأسرة ومتابعة أية مشكلات صحية تعاني منها الأم الحامل والإرشاد الجيني.


2- اختصاصي طب الأطفال :

التعرف على الأطفال الأكثر عرضة للخطر وفي الوقاية من الإعاقة (يتابع الأطفال بشكل دوري منذ الصغر).

3-  الممرضات :

 تقديم مساعدة كبيرة للأطفال المعوقين وأسرهم ومربيهم من حيث التوعية الصحية العامة – الرعاية الطبية الروتينية والطارئة.


4- طبيب العيون:

     تشخيص ومعالجة أمراض العيون.
- تشخيص الضعف البصري ووصف العدسات التصحيحية اللازمة.

 

5- اختصاصي ـ القياس السمعي:

 تقييم السمع لدى الأطفال ليتم تزويدهم بالمعينات السمعية اللازمة


6- اختصاصي علم النفس:

-تقييم النمو المعرفي والمهارات الإجتماعيةالإنفعالية.

-- المشاركة في تصميم وتنفيذ البرنامج التربوي الفردي للطفل المعوق.

7- الاختصاصي الاجتماعي:

-مساعدة الطفل المعوق وأسرته في الحصول على الخدمات الإجتماعية اللازمة.
- يساعد في تقييم وتحليل الظروف الأسرية والإقتصادية.
- تحديد الأطفال المعرضين للخطر.

- المشاركة في تقييم فاعلية الخدمات المقدمة.


8- اختصاصي اضطرابات الكلام واللغة:

-يطور البرامج التربوية والعلاجية للوقاية من الإعاقة والكشف المبكر عنها ومعالجتها.
- تقييم المهارات الكلامية واللغوية للأطفال ويصف الإجراءات العلاجية المناسبة.


9- اختصاصي العلاج الطبيعي:

-معالجة وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقات الجسمية بوجه خاص والأطفال المعوقين بوجه عام.
- تقويم التشوهات ومنع التدهور في العضلات وأوضاع الجسم.
- تنمية المهارات الحركية الكبيرة.

10- اختصاصي العلاج الوظيفي:

- يركز أساسا على تطوير المهارات الحركية الدقيقة للأطفال.
- يدربهم في مجالات العناية بالذات والحركة و إستخدام الأدوات المساندة أو التصحيحية أو التعويضية .


11- المعلمات والمعلمون:

المعلمين العاديين ،معلمات رياض الأطفال أول من يشتبه بوجود مشكلة نمائية ما لدى الطفل، تحويل الطفل إلى الجهات المختصة يمكن أن يسهم في منع تدهور الأداء وفي تقديم المساعدة اللازمة.


12- معلمات ومعلمو التربية الخاصة:

- تصميم وتنفيذ خدمات التدخل المبكر سواء في المراكز أو المنازل.
- غالبا ما يقومون بدور المنسقين لأعمال الفريق متعدد التخصصات.
- تطوير البرامج التدريبية الفردية الملائمة للأطفال (تحديد مستوى الأداء الحالي في مجلات النمو المختلفة ، تحديد الأهداف طويلة وقصيرة المدى ، تحديد الأساليب والوسائل المناسبة لتحقيق تلك الأهداف).


 13- أولياء الأمور :

المشاركة بفعالية ضمن الفريق متعدد التخصصات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق